الوعي الامني

الوعي الامني

تعتبر ظاهرة إطلاق العيارات والألعاب النارية من الظواهر الخطيرة التي ساهمت بشكل كبير في تحويل حفلات الأفراح إلى أتراح، والمناسبات إلى مآتم،حيث تكثر مناسبات الأعراس وحفلات التخرج من الجامعات والمعاهد بالإضافة لنتائج الثانوية العامة وغيرها من المناسبات الاجتماعية الأمر الذي أصبح يشكل أرقاً وخطورة على المواطنين والشواهد والإحصائيات على ذلك كثيرة سواء في المستشفيات أو في المراكز الأمنية .

مظاهر الإزعاج التي ترافق المناسبات الاجتماعية :-
1-العيارات النارية
2-الألعاب النارية أو (المفرقعات) وهي مواد كيماوية تتفاعل وتتحول إلى غازات ولهب،  وتحدث صوتا يسمى الانفجار وهي كفيلة بان تسبب حروقا للإنسان قد تبقى آثارها طول العمر .
3-استخدام مكبرات الصوت بشكل مزعج في الأفراح والمناسبات الإجتماعية داخل الأحياء السكنية واستمرارها لساعات متأخرة من الليل وكذلك في حفلات التخرج من الجامعات أو النجاح في الثانوية العامة ومواكب الأفراح بما يؤدي الى إزعاج المواطنين لاسيما في هذا الوقت من العام الذي تكثر فيه المناسبات الإجتماعية المختلفة .
1

العيارات النارية :-

ارتبطت قضية إطلاق العيارات والألعاب النارية بفصل الصيف لما تشهده العطلة الصيفية من إقامة حفلات الزفاف والخطوبة, وكذلك نتائج الثانوية العامة وتخريج طلاب الجامعات وكليات المجتمع التي يرافقها عدد من الظواهر السلبية المزعجة لأبناء المدينة وزوارها والتي تعتبر إطلاق العيارات والألعاب النارية العشوائية من أبرزها , ذلك لما تخلفه هذه الظاهرة من خسائر بشرية ومعنوية كبيرة جداً فالطلقات النارية التي تطلق في الهواء ترتد إلى الأرض وبسرعات عالية وكثيرا ما تسببت بوفيات وإعاقات وإصابات خطيرة للمواطنين، إن ظاهرة إطلاق العيارات والألعاب النارية ظاهرة مقلقة وهي تفسد صورة الفرح والطمأنينة التي يتميز بها وطننا الغالي .
2

الهدف من قرار منع إطلاق العيارات النارية :-
راحة المواطن من أهم الأولويات على عاتق مديرية الأمن العام وكافة الجهات المعنية والمسؤولة في الدولة، ومما لا شك فيه أن هذه الأجهزة تؤدي دورا كبيرا من خلال أداء واجباتها المتمثلة بإشاعة الأمن والاستقرار .
فالهدف الأساس من منع إطلاق العيارات النارية في الأفراح والمناسبات هو :-
1-الحفاظ على الأرواح البريئة من المواطنين المتواجدين في هذه المناسبات .
2-عدم تكريس ظاهرة تثير الرعب والخوف في نفس الأطفال والنساء والمواطنين بشكل عام .
3-مساعدة الأجهزة الأمنية في سرعة التجاوب مع القضايا التي تطلق فيها العيارات النارية بدلاً من الاعتياد على صوتها في الأعراس والمناسبات .
3

الحكم الشرعي لإطلاق العيارات النارية :-
حول حكم اطلاق العيارات النارية في الهواء في المناسبات الاجتماعية المختلفة جاء فيها ان اطلاق العيارات النارية لا يجوز وانها عادة منافية للشرع الحنيف وفيها تخويف وأذى للمسلمين ، فقد حدث كثيرا ان بعض هذه الطلقات أصابت بعض الناس عن طريق الخطأ فأدت إلى وفاتهم أو جرحهم أو حتى التسبب بعاهات دائمة ، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (ايحل لمسلم ان يروع مسلما) رواه أبو داوود .
فإذا كان النبي صلى الله عليه وسلم قد نهى عن حمل السلاح مكشوفا خشية ان يؤذي المسلمين عن طريق الخطأ ونهى عن الإشارة بالسلاح إلى المسلم خشية ان تزل يده بنزغً من الشيطان الرجيم فكيف بمن يستعمل السلاح فعلا ويتسبب بأذى المسلمين ، كما قال عليه الصلاة والسلام : (من أشار إلى أخيه حديده فان الملائكة تلعنه حتى يدعه وان كان أخاه لأبيه وأمه ) رواه مسلم ، وعن أبي هريرة رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( لا يشير أحدكم إلى أخيه بالسلاح فانه لا يدري أحدكم لعل الشيطان ينزع في يده فيقع في حفرة من النار) رواه مسلم .
كما انه إتلاف للمال بلا فائدة ، وهذا تبذير وإسراف نهى الله تعالى عنه لقوله : (ان المبذرين كانوا إخوان الشياطين وكان الشيطان لربه كفورا) الإسراء 27 ، والعتاد الذي يستهلك صنع للدفاع عن الدين والوطن والمواطنين ، فلا يجوز استعماله بهذه الطريقة العبثية البعيدة عما خلق هذا السلاح لأجله ، واستعمال النعمة في غير ما خلقت له هو من كفران النعمة .
لقد نهى ولي الامر عن اطلاق النار بهذه المناسبات ، وإذا نهى ولي الامر عن مباح فلا يجوز فعله، فكيف إذا نهى عن هذه الأمور وفيها من المخاطر ما ذكرنا .
لهذا كله فان الواجب يقتضي الابتعاد عن تقليد الناس في هذه العادة المنافية للشرع ، وليكن التعبير عن الفرح بما احله الله تعالى .

الألعاب النارية :-

4
تنتشر ظاهرة الألعاب النارية بشكل ملحوظ، فبعد أن كانت الظاهرة محصورة فقط ببعض المواطنين الذين يقطنون العاصمة، انتقلت بعدها إلى بقية المحافظات والقرى الأردنية، وحسب تعليمات وزارة الداخلية فإن "شراء الألعاب النارية يجب أن يتم من خلال محال مرخصة لضمان صلاحيتها وأن يتم الكشف من قبل الأمن العام والدفاع المدني على موقع الإطلاق الذي يشترط أن يكون مكانا مفتوحا، وأن يتم الإطلاق من قبل خبير مختص، مع عدم إغفال أن إطلاقها في ساعات متأخرة من الليل(بعد العاشرة) يعد إقلاقا للراحة وتجاوزا لحقوق الآخرين ".
للمواطن الحق في  التعبير عن فرحته بالطريقة التي يجدها مناسبة ولكن بشرط أن لا يكون فيها انتهاك لحقوق وحريات الآخرين والتجاوز على سلطة القانون، خاصة أن إطلاق الألعاب النارية في الحفلات والمناسبات وبشكل غير عقلاني يؤدي إلى عواقب وخيمة، ويخطئ من يمارسه معتقداً بأنه تعبير عن حالة الفرح لان هناك وسائل وأساليب متعددة بالإمكان إتباعها للتعبير عن الفرح في الحفلات والمناسبات، وإزهاق أرواح بريئة في مثل هذه المناسبات هو الكارثة بعينها .

الآثار الناجمة عن استخدام الألعاب النارية :-



1-صنفت الألعاب النارية بانها ضارة لصحة الانسان تحت مايسمى "بالتلوث الضوضائي" لانه كلما ازداد صوت الضجيج وازدادت فترة التعرض له فان القدرات السمعية للانسان تزداد ارهاقا ومعاناة .
2-حذر خبراء في المجال البيئي من أن الدخان الناجم عن احتراق الالعاب النارية يحوي العديد من المواد السامة كالمعادن الثقيلة ومركبات الكبريت وغيرها من المواد، كما أن إضافة بعض المعادن أثناء تصنيع الألعاب النارية بهدف إضفاء لون جميل يظهر أثناء تفجرها قد يزيد من المخاطر البيئية التي تنتج من استخدامها .
3-تسهم المواد الناتجة عن تفجر الألعاب النارية في زيادة تأثير ظاهرة المطر الحمضي وهي مشكلة بيئية تؤدي إلى إتلاف الممتلكات في العديد من الدول الأمر الذي ينتهي بتكبد خسائر كبيرة .
5
وهنا يجب أن تتم مراعاة بعض النقاط عند استخدام الألعاب النارية ومن أهمها :-
1-استخدامها في أماكن واسعة ومفتوحة بعيدا عن أسلاك الكهرباء والهاتف والمنازل .
2-استخدامها تحت إشراف شخص بالغ ومتخصص في ذلك .
3-توفير مصدر قريب للماء قبل إشعال تلك المفرقعات مثل صنبور مياه قريب أو دلو مليء بالماء .
4-عدم إشعال أكثر من قطعة ألعاب نارية في كل مرة .
5-ضرورة غمر الجزء المتبقي من الألعاب النارية عقب احتراقها بالماء وانتظار مدة زمنية لاتقل عن عشرين دقيقة ليتم بعد ذلك إلقائها في مكان مخصص للنفايات .
6

دور مديرية الأمن العام :-
لقد دأبت مديرية الأمن العام على التحذير من مخاطر إطلاق العيارات والألعاب النارية سواء في الأعراس التي تكثر في فصل الصيف، أو ابتهاجا بالناجحين في الثانوية العامة والمناسبات الاجتماعية الأخرى، ورغم هذه التحذيرات المتكررة إلا أن بعض المواطنين لم يدركوا بعد خطورة هذه الظاهرة السيئة وتبعاتها وويلاتها، خاصة أن العمل الشرطي بمفهومه الحديث يتطلب تمكين الشراكة مع المواطن باعتباره صاحب الدور الأكبر في تحقيق الأهداف الإستراتيجية التي تسعى مختلف وحدات الأمن العام لتحقيقها ، إلى جانب وجوب تفعيل الشراكة الأمنية مع أبناء المجتمع المحلي لمعالجة جميع القضايا سواء كانت في البنية الخدمية أو السلوكيات السلبية الشاذة عن المجتمع ليتم ضبطها والحيلولة دون تأثيرها على أمن المجتمع وسلامته، وعليه فإن مديرية الأمن العام تعكف حالياً لتنفيذ حملة إعلامية شاملة لتوعية المواطنين من مخاطر اطلاق العيارات والألعاب النارية .

وقد شددت مديرية الأمن العام مؤخراً على مراقبة ظواهر إطلاق العيارات النارية والألعاب النارية والحزم في التعامل معها لما تشكله من خطورة كبيرة على الآمنين، خاصة أن موسم الصيف يتزامن مع مناسبات الفرح والتخريج التي تترافق مع سلوكيات خاطئة كالمواكب المعرقلة لحركة السير، بالتزامن مع أهمية توعية المواطنين حول مخاطر هذه السلوكيات والعمل على الحد منها، مع ضرورة اتخاذ الإجراءات الوقائية والرادعة للحد من هذه الظواهر السلبية .
وأخيراً تدعو مديرية الأمن العام من خلال إدارة العلاقات العامة وإذاعة أمن FM والمكتب الإعلامي أصحاب الأفراح والمناسبات ضرورة احترام مشاعر الآخرين والتقيد بالسلامة المرورية أثناء مواكب الأعراس والأفراح بشكل عام من خلال شعار "خلي الفرح يحلى ".