بسم الله الرحمن الرحيمالحمد لله حمداً يليق
به ويرتقي لعلاه .. الحمد لله رب العرش العظيم .. الحمد لله ملك السماوات والأرض ومن
فيهن أجمعين .. والصلاة والسلام على سيد المرسلين .. وقائد جحافل المجاهدين
..ومعلم الدين القويم ..سيدنا محمد وغلى آله وصحبه أجمعين.. ومن سار على دربه
بإحسان إلى يوم الدين.. أما بعد :
عندما نكتب عن
الشهداء –وهم أكرم منا جميعا- ونستحضر ذكراهم .. ونقف عند معاني كلماتهم ..ونفكر
ونرتقي إلى ما كانوا يفكرون به قبل الرحيل ..ونبدأ بالارتقاء بالمعاني والآمال ..
ونستحضر أحلام الجنة من قصص الكبار والسابقين ..عندها .. ندرك أننا على الأرض وهم
في السماء.. أنهم رحلوا إلى جنة عرضها كعرض السماء والأرض..
هي رحلة الدم الذي
هزم السيف ، هي بداية الفكر والتكوين، هي مبررات الوجود واللاوجود ..عندما كان
يتحدث عن حلمه بان يصبح شهيدا كان كأنه ينظر إلى مصرعه نظرة من ينتظر بلهف وشوق
شديدين .. كان يرسم الجنة في عقله وينتظر متى تصبح حقيقة يدنوا منها كدنو الطفل
إلى حضن أمه.. فرحل (راغب جرادات ) مسرعا إلى ربه ثائرا لما جرى من جرائم في مخيم
جنين .. فكانت عمليته الاستشهادية بداية الثأر لمخيم جنين..
تعريف
بالشهيد : راغب احمد عزت جرادات .. من مواليد سيلة
الحارثية قضاء جنين ..تلقى تعليمه الابتدائي والثانوي فيها.. نفذ عملية استشهادية
في مدينة حيفا المحتلة عام 48 م
عن عمر يناهز سبعة عشر ربيعا ..عرف بتفوقه بالدراسة وطلب العلم ..
راغب.. يا وعي الطلقة
والنار.. يا جيلا يتسلح بالإصرار.. ها أنت تشكل في عتمة اليأس بدرا من رجاء ..تخبئ
الوطن في خلاياك ..وتسيج الحمى بدمك الطهور..
راغب.. أيها البشارة والوجع..
واختلاط المشاعر..والذكريات المخضبة بالدم..
راغب.. أيها الروح
المشبعة بالجنة.. والجسد المطرز بالشظايا..
هي السهول والجبال
تنادي عليك يا راغب: خذنا معك .. لم تبق سنبلة في مرج ابن عامر إلا واهدتك انتفاضة
ريحها.. لم تبق زاوية في سيلة الحارثية إلا وانتظرتك عائدا بالغار.. وبفسحة الأمل
الذي يصارع اليأس والمستحيل . يا مجد الأمة أنت ..يا فخارنا والكبرياء...
يا راغب....... كل وقود سوى دم الشهداء لا
يضاء.